محاسبة النفس من العبادات العظيمة التي غفل الناس وتركوها رغم أن هناك أمر صريح من الله عز وجل لعباده المؤمنين بأن يحاسبوا أنفسهم، حيث قال عز وجل:[ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد].
ونظر الإنسان فيما قدم لغد، يعني نقييمه لحصيلته من الأعمال التي عملها ليرى إن كان جانب الخير غالب فيها أن جانب الشر، فيتدارك نفسه قبل لقاء الله، وهذه هي الكياسة التي تكلم عنها رسول الله ﷺ في الحديث الشريف الذي قال فيه: [ الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ].
ودان نفسه يعني حاسبها على ما عملته في الدنيا من الأعمال سيلقى الله بها بعد الموت، وهو الغد الذي جاء في الآية الكريمة.
فالذي يحاسب نفسه يتقي بذلك غضب الله عز وجل يوم توضع الموازين القسط يوم القيامة ليحاسب الناس على ما قدموا، ولذلك قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: [حاسبو أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، فإنه أهون عليكم في الحساب غدا، أن تحاسبوا أنفسكم اليوم ]